سورة النحل - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} يقول: يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله: {وأثقالاً مع أثقالهم}.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة...} الآية. قال: حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس في قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة...} الآية. قال: قال النبي «أيما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتبع، كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. وأيما داع إلى هدى فاتبع، فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء».
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم، أنه بلغه أنه يتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجهاً وأنتنه ريحاً، فيجلس إلى جنبه. كلما أفزعه شيء زاده، وكلما تخوّف شيئاً زاده خوفاً، فيقول: بئس الصاحب أنت، ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفني!؟ فيقول: لا. فيقول: أنا عملك... كان قبيحاً فلذلك تراني قبيحاً، وكان منتناً فلذلك تراني منتناً... طأطئ إليَّ اركبك، فطالما ركبتني في الدنيا. فيركبه. وهو قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} والله أعلم.


{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم} قال: هو نمرود بن كنعان حين بنى الصرح.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن زيد بن أسلم قال: أول جبار كان في الأرض نمرود، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره، فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق. وارحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه، وكان جباراً أربعمائة سنة فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه، ثم أماته الله. وهو الذي كان بَنَى صرحاً إلى السماء الذي قال الله: {فأتى الله بنيانهم من القواعد}.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم} قال: مكر نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد} قال: أتاها أمر الله من أصلها {فخر عليهم السقف من فوقهم} و {السقف} عالي البيوت فائتفكت بهم بيوتهم، فأهلكهم الله ودمرهم {وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس في قوله: {تشاقون فيهم} يقول: تخالفوني.


{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وقيل للذين اتقوا} قال: هؤلاء المؤمنون، يقال لهم {ماذا أنزل ربكم} فيقولون {خيراً للذين أحسنوا} أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته، وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8